التطـور التاريخـي لقطـاع الميـاه :
يحظـى قطـاع الميـاه فـي الأردن ومنـذ عهـد الإستقـلال بإهتمـام كبيـر مـن قبـل القيـادة الهاشميـة لأن تنميـة قطـاع الميـاه هـو الركيـزة الأساسيـة لتطويـر كافـة القطـاعات التنمويـة فـي الأردن ، حيـث ركـز جلالـة الملـك عبـد الله الثانـي المعظـم علـى موضـوع الميـاه واعتبـره مـن أولويـات عمـل الحكومـة المتلاحقـة فـي عهـده الميمـون نظـراً لمـا يشكلـه مـن حاجـة أساسيـة لبقـاء ونمـو وتطـور الحيـاة وعنصـراً أساسيـاً مـن عناصـر التنميـة فـي الأردن ، ولقـد مـر قطـاع الميـاه بعـدة مراحـل متداخلـة شهـدت تطـوراً ملموسـاً علـى كافـة خدمـات الميـاه رغـم التحديـات التـي يواجههـا هـذا القطـاع خاصـة مـع بدايـة التسعينـات والمتمثلـة بشـح وضعـف قدرتهـا علـى تلبيـة الإحتياجـات المتزايـدة يومـاً بعـد يـوم والتـي فرضتهـا الزيـادة الطبيعيـة وغيـر الطبيعيـة فـي عـدد السكـان وإرتفـاع مستـوى المعيشـة والتطـور الإقتصـادي والإجتماعـي والسياحـي فـي الأردن ، وفـي الوقـت الـذي كانـت الخدمـات المائيـة فـي المملكـة وخاصـة فـي القطـاع المنزلـي تتـم بصـورة تقليديـة ومـن خـلال الآبـار التجميعيـة وميـاه الينابيـع التـي كانـت ميـاه الأمطـار تشكـل الرافـد الرئيـس للأغـراض الزراعيـة ، فقـد غطـت الخدمـات المائيـة مـا يزيـد عـن 98% مـن سكـان المملكـة وزادت خدمـات الصـرف الصحـي عـن 63% مـن المواطنيـن حيـث تعمـل برامـج وخطـط الـوزارة علـى زيـادة هـذه النسبـة لتصـل إلـى 70% فـي السنـوات القادمـة .
تطـور المؤسسـات المائيـة :
كـان المواطنـون خاصـة الذيـن لا يملكـون آبـار الجمـع يبذلـون الجهـد الكبيـر ويقطعـون المسافـات الشاسعـة فـي سبيـل الحصـول علـى كميـة محـدودة مـن ميـاه الينابيـع المتدفقـة والبـرك التـي كانـت مصـدراً مائيـاً للمواطنيـن فـي البدايـات ومـع تشكيـل البلديـات فـي المـدن والقـرى ، فقـد تولـت هـذه المؤسسـات عمليـة توزيـع الميـاه علـى المواطنيـن وتولـت الصحـة التـي تأسسـت عـام 1951 مراقبـة نوعيـة الميـاه ولغايـات إجـراء الدراسـات المائيـة وحفـر آبـار وتوفيـر المصـادر المائيـة للبلديـات فقـد تشكلـت بعـض المؤسسـات المعنيـة بقطــاع الميـاه كسلطـة الميـاه المركزيـة التـي أنشئـت عـام 1960 كذلـك تـم إنشـاء سلطـة قنـاة الغـور الشرقيـة التـي تشكلـت عـام 1959 لتنفيـذ المرحلـة الأولـى مـن مشـروع اليرمـوك ووادي الأردن .
وقـد جـاء إنشـاء هـذه السلطـة إنسجامـاً مـع قـرارات جامعـة الـدول العربيـة والمشاريـع المائيـة المطروحـة علـى الساحـة آنـذاك فيـم يتعلـق بتقسيـم ميـاه حـوض اليرمـوك ووادي الأردن .
ولإعتبـارات سياسيـة بعـد مؤتمـر القمـة العربيـة عـام 1964 الغيـت هاتـان السلطتـان وأنشئـت بـدلاً منهـا عـام 1965 سلطـة المصـادر الطبيعيـة التـي ضمـت السلطتيـن إضافـة لدائـرة جديـدة للأبحـاث الجيولوجيـة ، كمـا رافـق ذلـك قيـام مؤسسـة أخـرى لإستغـلال ميـاه نهـر الأردن هـي ( مؤسسـة الروافـد ) التـي تبنـت مشـروع سـد خالـد ومشـروع الأغـوار فـي وادي الأردن إلا أن هـذه المؤسسـات لـم يحالفهـا الحـظ بالنجـاح بسبـب حـرب عـام 1967 .